اكاديمية فوركس 2

7 من أكثر أخطاء تداول الفوركس شيوعا.


لماذا أخسر أثناء تداول الفوركس؟ في الحقيقة هو تساؤل يؤرق العديد من المتداولين ويتردد باستمرار في أذهانهم، لماذا لا يمكنني جني الأرباح التي أحلم بها؟ هل التداول صعب إلى هذه الدرجة؟ أم أن الربح من التداول مهمة مستحيلة؟ بالطبع لا، فالتداول ليس بالأمر الصعب أو المعقد والربح من التداول ليس بالمهمة المستحيلة أبداً.


تكمن المشكلة في أن معظم العملاء يعتمدون على الحظ والعشوائية في التداول، ويعتبر هذا أول وأبرز الأخطاء التي يقومون بها، فالتداول ليس مقامرة، ولكنه عمل يحتاج إلى تنظيم وتخطيط مسبق لتتمكن من تحقيق النجاح في التداول وجني الأرباح التي تطمح لها.


سنتعرف فيما يلي على سبعة من أكثر الأخطاء شيوعاً بين المتداولين والتي عادة ما تكون السبب في خسارتهم وفشلهم في تجربة التداول.


أخطاء تداول الفوركس الأكثر شيوعاً.


يعد التداول أحد أهم أشكال الاستثمار وعنصر أساسي في أي محفظة استثمارية ناجحة، ولكنه يحتاج إلى العمل ضمن خطة منظمة وأخذ عدة أمور في الحسبان للنجاح في تجربة التداول والحصول على أفضل النتائج، وهذا ما يتهاون به العديد من المتداولين ويتغافلون عنه فتكون النتيجة الخسارة والفشل.


أسباب الخسارة في التداول.


1. عدم امتلاك الحد الأدنى من الخبرة.


أحد أهم الأخطاء التي يرتكبها المتداولون الجدد هو عدم تثقيف أنفسهم بشكل صحيح قبل البدء بالتداول، فلا يمكن لأي مستثمر النجاح في أي استثمار لا سيما التداول إذا لم تكن لديه أدنى خبرة عن آلية عمل هذا الاستثمار وأهم عوامل النجاح فيه، لذا فإن التداول مع نقص الخبرة هو وصفة مضمونة للفشل.


إذن، فالتداول ليس متاحاً للجميع وإنما يناسب فقط الأشخاص الذين يمتلكون الصبر والقدرة على تعلم المهارات اللازمة ليكونوا متداولين ناجحين، فالنجاح في التداول يحتاج إلى امتلاك القدرة على البحث والاطلاع على البيانات المالية، الأخبار الاقتصادية، الأدوات المالية، ومتابعة توقيت إصدار البيانات التي تؤثر على الأسواق المالية بالإضافة إلى امتلاك مهارات فنية يمكنهم من خلالها استخدام الأدوات التحليلية المتنوعة، فهم وتحليل مخططات الشموع، استخدام المؤشرات الفنية، وتحديد اتجاهات السوق لاختيار أفضل الاستراتيجيات التي تتناسب مع حالة السوق، مما يساعدهم على اقتناص فرص قد لا يراها غيرهم وجني أرباح تفوق توقعاتهم.


وفي وقتنا الحالي، لم يعد تعلم أو احتراف أي شيء أمرا صعباً وذلك بفضل انتشار الإنترنت وسهولة التعلم من مصادر متعددة مجانية وعلى أعلى قدر من الاحتراف حيث يوجد كم هائل من المواد التي يسهل الوصول إليها والمصممة خصيصا لتعليم التداول للمبتدئين.


ونحن في منصة Mena نضع بين يديك أكبر مكتبة عربية تم إنشاؤها على يد نخبة فريدة من خبراء التداول لنضع بين يديك نتاج خبرة سنوات في مجال الأسواق المالية ونقدم لك مقالات وفيديوهات تعليمية تساعدك على بدء رحلة التداول الخاصة بك من الصفر وحتى الاحتراف.


2. لا توجد خطة عمل واضحة.


تعتبر خطة العمل المنظمة من أهم عوامل نجاح تجربة التداول، فتكون خطة التداول بمثابة البوصلة التي توجه تداولك للاتجاه الصحيح حيث ترشدك لمواعيد الدخول والخروج من السوق، آلية إدارة المخاطر التي يجب إتباعها، الأسواق التي يمكنك التداول فيها وفقا لأهدافك، تطلعاتك، والأهم خبراتك، تتضمن أيضا الإطارات الزمنية التي تناسبك وتساعدك كذلك على تحديد حجم المراكز وفقا لرأس مالك، الأرباح المتوقعة، حالة السوق وعوامل أخرى.


المتداولون الذين يمتلكون خطة عمل واضحة تكون قدرتهم على الانضباط والتحكم في مشاعرهم أكبر فيدخلون السوق وهم يعلمون ما يريدون، يسعون إلى تحقيق أهدافهم والخروج منه بسرعة وبأقل خسارة ممكنة وربما بدون خسائر على الإطلاق، على عكس المتداولين الذي ليس لديهم خطة عمل فيكون التداول لديهم على أساس العاطفة، بل ويمكننا أن نعتبره مقامرة خالصة فتكون النتيجة تخبطهم في السوق في طريق مجهول على غير هدى مع إمكانية تكبدهم لخسائر تفوق احتمالهم.


وتختلف خطة التداول المناسبة بين متداول وآخر وفقا لاختلاف شخصياتهم، رأس المال الذي يمتلكونه، تطلعاتهم، ورغبتهم في المخاطرة.


3. تداول تحكمه العاطفة.


إنها ليست لعبة حظ ولا يمكن التداول على أساس العاطفة والحدس، في هذه الحالة سيكون التداول عشوائياً وقد تصيب مرة إلا أنها في المقابل ستخيب ألف مرة، من الطبيعي جدا أن يشعر المتداول بمزيج من المشاعر ما بين الخوف، الحماس، الطمع، التفاؤل، الحزن، الفرح، الغضب، الرضا، ولكن كي تكون متداولا ناجحاً يجب أن تتعلم كيفية التحكم في مشاعرك وألا تجعلها تؤثر في قرارتك.


يجب عليك أن تكون منطقيا قدر الإمكان وموضوعياً في قراراتك وتلتزم بخطة التداول التي وضعتها مسبقا مع إمكانية إجراء بعض التعديلات عليها بين الحين والآخر وفقا لتغيرات السوق، لأن هذا ما سيساعدك في الحفاظ على هدوءك وانضباطك أثناء وجودك في السوق دون أن تدع خوفك يتسبب في خسارة صفقة رابحة ولا أن تدع طمعك يتسبب في دخولك للسوق عندما يكون الوقت غير مناسب لذلك.


4. المبالغة في التوقعات.


لا يمكننا اعتبار التداول وسيلة للثراء السريع، وإن كنت تعتقد غير ذلك فأنت مخطئ بكل تأكيد، فأن تصبح ماهرا في التداول أمرا يحتاج إلى التعلم، الصبر والممارسة التي تتضمن عدة تجارب ومحاولات فاشلة قبل أن تتمكن من النجاح واقتناص الفرص بعد أن تتقن أساسيات التداول واستراتيجياته، وتتمرس في السوق وتحليل مؤشراته فتلمح الفرصة من بعيد وتعمل على استغلالها بأفضل طريقة ممكنة لتحقق ما تسعى إليه من أهداف وأرباح منطقية، وتتجنب كل إمكانية للخسارة والفشل.


5. تجاهل اتجاه السوق (Trend) والسير عكس التيار.


لكي تنجح في أسواق التداول يجب عليك أن تقتنع بأن الترند هو صديق المتداول وأن التداول عكس اتجاه السوق هو خطأ كبير يرتكبه متداولون كثر.


بالرغم من أن إتباع استراتيجية للتداول أمراً غاية في الأهمية، إلا أنك يجب أن تضع في الحسبان إمكانية إجراء تعديلات على استراتيجيتك بين الحين والآخر لتتكيف مع تغيرات السوق فهذا ما يفعله المتداولون المحترفون حيث يواكبون اتجاه السوق ويعدلون استراتيجياتهم لتتوافق معه، مما يقلل احتمالية تعرضهم لأي خسائر أو مفاجآت ويحافظ على تصدرهم للمجموعات الرابحة، وبطبيعة الحال لقد وصلوا إلى هذه المرحلة من الاحترافية بعد وقت ليس بقليل من التعليم والتكيف فأصبحوا يتمتعون بالقدرة على إيجاد طرقاً مبتكرة للاستفادة من تطورات السوق في كل مرحلة والأهم أنهم يتحركون وفقا لاتجاه السوق.


6. عدم توقع الغير متوقع.


من أهم ما يجب للمتداول الذكي أخذه بعين الاعتبار أن الأسواق المالية سريعة التأثر بأي حدث طارئ سواء كان اقتصادياً، اجتماعياً، سياسياً، عسكرياً أو حتى صحياً، فلا يزال العالم حتى الآن وبعد مرور ثلاث سنوات يعاني من تبعات وآثار فيروس كورونا Covid19 على الاقتصاد العالمي وما ترافق معه من إغلاق لجميع المرافق والمؤسسات في كل دول العالم، ولا يمكننا أن ننسى الهزة القوية التي تعرضت لها الأسواق المالية حول العالم مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية.


إذن، يجب على كل متداول متمرس أخذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنب أضرار أي حدث مفاجئ، خبر غير متوقع، أو حتى احتمالية انقطاعه عن الإنترنت لفترة من الوقت وبالتالي فقد القدرة على متابعة صفقاته، ولعل أبسط ما يمكن اتخاذه من احتياطات الالتزام بوضع أوامر وقف خسارة للصفقات والعقود المفتوحة تحسباً لأي طارئ وتجنباً لأي خسارة قد تكلفك كثيراً.


7. الإفراط في استخدام الرافعة المالية.


الرافعة المالية هي الخاصية التي تميز التداول في الأسواق المالية عن غيرها من الأسواق وتعتبر خيارا جذاباً للعملاء حيث تمنحهم خيارات أكثر ويمكنهم باستخدام الرافعة المالية فتح صفقات بأرقام تفوق ما يمتلكون من أموال بأضعاف مضاعفة، إلا أن سوء استخدام الرافعة المالية له نتائج كارثية.


يتسابق المتداولون على استخدام أكبر رافعة مالية يتيحها الوسيط الذي يتداولون من خلاله متجاهلين حقيقة أن رافعة مالية أكبر تعني خيارين لا ثالث لها:


الأول هو الأكثر تفاؤلاً وما يحلم به معظم المتداولين وهو جني أرباح خيالية. الثاني وهو الاحتمال الأكثر حدوثاً حيث تتضخم خسائر المتداولين ليتكبدوا خسائر فادحة، وذلك بسبب نسيانهم لأمر غاية في الخطورة وهو وجود العديد من صكوك التداول شديدة التقلب كالعملات الرقمية وبعض العملات العالمية.


الخلاصة.


تتعدد العوامل التي قد تتسبب في خسارة متداولي الأسواق المالية، ولكن ما يجب أن يعلمه أي متداول لتجنب الخسارة في التداول قدر الإمكان وجني الأرباح التي يتمناها في المقابل أن التداول كأي مجال آخر يحتاج إلى جهد ووقت لإتقانه والتمرس فيه، يجب عليه كذلك تجنب أخطاء التداول الأكثر شيوعا بين المتداولين وخصوصاً الجدد منهم سواء التي ذكرناها في هذا المقال أو غيرها.


فالمتداول الذكي يعلم ضوابط التداول، قواعد إدارة الأموال والمخاطر، قادرا على التخطيط بشكل مناسب والتداول في أنسب الظروف، لديه فهم لعوامل الاقتصاد الكلي وأساسيات التحليل الفني والأساسي، والأهم من كل ما سبق لديه القدرة على التحكم في عواطفه ويتمتع بالانضباط والاتزان المطلوب ليتمكن من إدارة تداولاته بنجاح مع الأخذ بعين الاعتبار التأكد من كون رأس المال الذي يتداول به يتناسب مع أحجام عقوده والحرص على استخدام الرافعة المالية بذكاء.